منتديات الحجاز الثقافية  

 


استرجاع كلمة المرور طلب كود تفعيل العضوية تفعيل العضوية
العودة   منتديات الحجاز الثقافية ( ثقافية - تاريخية - أجتماعية ) - alhjaz forums of cultural > منتديات منطقة الحجـاز - Alhjaz Zone Forums > مدن ومحافظات وقرى الحجاز > مكة المكرمة

مكة المكرمة تاريخها - فضلها - آثارها - أخبارها - عادتها - أهلها - ذكرياتها .. إلخ

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-02-2008, 04:09 PM   #1
وردة المدينة
.:: حجازي برونزي ::.
 
الصورة الرمزية وردة المدينة
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: المدينة المنورة
المشاركات: 14,905
معدل تقييم المستوى: 58
وردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud ofوردة المدينة has much to be proud of
047 الركب المكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الورد والفل والمسك والعنبر



كان الركب المكي يشكل تقليداً سنوياً يطوي المسافات بين مكه والمدينه وكان غالبا ماينطلق من مكه خلال شهري ربيع الأول ورجب لزيارة المسجد النبوي بينما كان الركب المدني يسير الى العمرة في نفس الفترة.
كان الركب المكي يمثل صفحه مشرقه من صفحات التراث ظهر في منازل الوحي فأصبح من معالم القرن الماضي وقد كان الركب مهرجاناً شعبياً تألقت من خلاله فنون وآداب شهدها الحرمان الشريفان.
لم يكن للركب بداية محدوده ولكن نهايته سجلت منذ أربعين عاماً وقد انتهى الركب قبل التفكير في تطويره وتكييفه نظراً لما نعيشه من تطور سريع ولكنه ظل عالقاً في الأذهان يذكر أصحابه من أجدادنا بالأيام الخوالي ويحكي لنا شيئاً من تراثهم وحياتهم وصعاباً ذللوها من أجل زيارة المدينه المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
لقد تبلورت بداية الركب من خلال عادات الحجازيين في مكة المكرمة فقد كانوا يستقطعون الحجارة من الجبال لبناء البيوت وكانوا يحملونها على الدواب ومن أشهرها (الحمير) لذا فقد كانوا يملكون العشرات منها فإذا رغبوا بزيارة المسجد النبوي استخدموا تلك الدواب ليمتطوها وينطلقوا عليها الى هناك في رحلة واحدة.
بدأ الركب بالعوام لكن الظروف دعت الى مشاركة العلماء والمثقفين والوعاظ والمنشدين والحداؤن والمؤذنون وأئمة المساجد فتحول الركب الى جمهرة ثقافية تسير في موكب من مكة الى المدينة.
ولم يكن العوام في الحرمين الشريفين من السفهاء أو الجهلة بل كانوا من طلاب العلم فكانوا يقضون وقت فراغهم في المسجد الحرام اذا كانوا في مكة وفي المسجد النبوي اذا وصلوا الى المدينة في حلق العلم فيرتوون من القران الكريم وعلومه وينهلون من السنه النبوية وأصولها مما أصل في نفوسهم القيم الدينيه والأخلاقية بما تجسد في سلوكهم من الشرف والكرم والشهامة وحسن الخلق وهي بعض من الصفات التي عرف بها الرجل المكي.


الإعداد للركب:
الإعداد النفسي والروحاني:
كان (المزهدون) يزهدون الناس في الدنيا ويدعونهم الى الزيارة فيجتمع من رغب منهم في مكان معروف بعد التنعيم ودون الجعرانة فبعضهم ينضم الى الركب العام وفيه الجمال والبغال والخيول والبعض الآخر ينضم الى الركب الخاص الذي يسير على الحمير.
كانت الإجتماعات تنعقد في كل ليلة من بعد صلاة العشاء في رحبات قريبة من المسجد الحرام وفي هذه الإجتماعات يتم الترغيب في الزيارة بالمدائح النبوية واستذكار سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتنشد بأصوات ندية يؤديها أرباب الأصوات الحسنة.


إعداد الراحلة:
يبدأ الراغبون في الزيارة في إعداد دوابهم من الحمير, فكانوا يعمدون الى الحمير اليمانية لكنهم وجدوها قصيرة لاتنفع الا في نقل الأحجار عبر الجبال والمرتفعات فزهدوا فيها الى الحمير الحساوية التي كانت أكبر حجماً وأكثر تحملاً وكانت تباع في حراج الحمير الذي ينعقد يومياً في شعب عامر ببرحة الرشيدي.
كانت الدواب (الحمير) تعلف بالشعير و (التفله) كي تكتنز أكفالها فتزداد ضخامة وقوة ثم تزين بالأصبغة والحناء بأشكال جميلة كما توشى بالقلائد والأقمشة الملونة حتى تغدو جذابة في مظهرها.
ومن الجدير بالذكر أن أنظار الزوار والمعتمرين وبصفة خاصة (المصريين منهم) كانت أنظارهم تنعقد بالدهشة والإعجاب بزينة الدواب فيقومون بشرائها ونقلها الى مصر حتى عرفت لديهم بالجمير (الحصاوية) أي الحساوية نسبة الى منشئها في الأحساء , فكان أن تعلقت حمير الركب بمداد الأدباء في مصر والحجاز أمثال توفيق الحكيم وحمزة شحاتة ومحمد حسن عواد وغيرهم.
وعندما أصبح الركب عادة استحكمت في المجتمع المكي عمد رجال الركب الى شراء الحمير أو استئجارها , فما يستأجر منها يترك لمالكه ليعلفه ويسوسه وما كان مملوكاً فإن المالك يقوم بدفعه للسائس الذي يتولى العناية به عند اقتراب موعد الزيارة فيزينه ويأخذه الى القصاص ليزين شعره بأشكال جميله ثم يسير به الى واحدة من المراغات بمكة المكرمة فيدع الحمار يتمرغ فيها بينما صاحبه ينتظر بأحد المقاهي التي تطوق المراغات.
والمراغة هي مساحة من الأرض مغطاة بالرمال النظيفة يؤتى بالدواب إليها فتتمرغ في صعيدها, ومن أشهر المراغات بمكة هي مراغة حي الغزة وكانت أمام بيوت الأشراف التي أزيلت مع توسعة المسجد الحرام وهذه البيوت كانت تقوم على أنقاض بيت المطعم بن جبير الذي أجار النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من الطائف وأيضاً مراغة حارة الباب على الطريق المؤدي الى ريع الرسام.
كما كانوا يطلقون على تلك الدواب الأسماء الجميله وينعتونها بالصفات الحسنه لإختصاصها بتلك الرحلة العظيمة.
وقد كانت الدواب التي تحملهم الى المدينة تلقى منهم كل ذلك الإهتمام تعظيماً منهم لتلك الرحله وتلك الزيارة للمسجد النبوي وزيارة قبر رسول الله والسلام عليه.
الركائب وشيخ الركب:
كان بمكة المكرمة العديد من الحارات وكان أشهرها على الإطلاق اثنتي عشرة حارة, فكان منها مايجاور الحرم ومنها مايبعد قليلا وهذه الحارات هي:
القشاشية, سوق الليل, شعب علي, شعب عامر, المعابدة, أجياد, الشبيكة, الشامية, حارة الباب, جرول, الطندباوي (وهو مايعرف بحارة التكارنة) وغيرها.
من كل حارة كان يخرج ركب لايقل عن ثلاثين شخص (ويطلق عليهم العزبة)وكان لكل ركب شيخ تختاره الحارة فشيخ الركب هو صاحب القرار الأول بين أفراد الركب وهو الذي يأمر بالإستعداد والإنطلاق وهو الذي يفصل بين الأفراد وهو الذي يأمر بالصلاة في أوقاتها.

وإذا لم يكن للركب واعظ كان شيخ الركب هو الذي يعظ وإذا لم يكن للركب إمام كان شيخ الركب هو الإمام, وشيخ الركب هو الذي يختار أفضل الطرق وهو الذي يتخير أيسر المسالك.
كان شيخ الركب يتمتع بشخصية مهابة يصدر أحكامه بالعقوبات على الجناة إذا وقع أحدهم فيها وقد تصل العقوبة أحياناً الى الجلد فيأمر به كما كان يأمر بدفن الموتى في الطريق ويحرر محضراً بذلك بعد أن تؤدى الصلاة عليهم.


يوم الإنطلاق الى المدينة:
كانت الرحلة السنوية الأولى للركب المكي تنطلق مع اليوم الأول من ربيع الأول وهو اليوم الذي بدأ فيه النبي صلى الله عليه وسلم هجرته منطلقاً من غار ثور جنوب مكة الى المدينة وقد كان اختيار هذا اليوم تأسياً بسيد البشر وتيمناً به.
أما الرحلة الثانية فغالباً ماتكون في الثامن أو السابع من شهر رجب.
كان يوم الرحيل دائماً ما يكون يوم جمعه فبعد أن يصلي المسافر الجمعه في الحرم المكي ومن ثم يطوف بالكعبة مودعاً ومن ثم يودع الأهل ويخرج من داره حاملاً (الخرج) وقد وضع فيه الأكل الخفيف مثل اللوز البجلي وازبيب والشابورة يتجه مع عزبته الى حي الشهداء وهو مايعرف اليوم بحي الزاهر حيث يحفهم من استطاع من ذويهم للوداع ومن لم يستطع جاء اليه المسافر لتوديعه وكم كان هذا المشهد جميلاً بالنسبة لأهل مكة.
كان أفراد الركب يقضون يومهم كاملاً في حي الزاهر يتفقدون أمتعة السفر ويتقبلون الهدايا والوصايا بالدعاء فكانت تلك الأماكن تحتشد بالمودعين والبائعين حيث باعة البليلة والمكسرات والخيار المشرش يطوفون بالناس يعرضون بضائعهم بأصوات مسجوعه وأنغام مهزوجة لإعلام الشارين بما يحملونه من طعام ومتاع كما كانت رائحة الكباب الميرو المصنوع من اللحم المفروم والدخن المطحون المقلي في الزيت المغلي تنبعث شهية فتلتقي برائحة الكبدة الجملي المشوح على الصاج فيقبل عليها المسافرون والمودعون, كما ترى أصحاب السوبيا وشراب الزبيب وحملة الزمازم يضربون الطاسات ببعضها لينبئوا بها عن مالديهم من شراب وتظل هذه الأصوات تتداخل حتى يبددها صوت الحدائين مؤذناً بموعد الرحيل فيصطف الركب في اتجاه المدينه المنورة


شارة الإنطلاق:
كنت تجد الشيخ عند الإنطلاق الى المدينة يقف شامخاً متقدماً للركب ويقف على يمينه حامل الراية وعلى يساره يقف حادي الركب.
كان لكل ركب شارة تميزه عن غيره من الركائب وكان يطلق عليها (البيرق) كما كانوا يتنافسون على تزويق الراية وتجميلها وتطريزها بالخيوط الفضية والذهبية فتكسبها لمعاناً وبريقاً.
أما (الحادي) فإنه ينتظر أوامر شيخ الركب بالمسير فإذا أمر أشرع الحادي صوته بالإنشاد بمديح الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة الى الإلتزام بالآداب النبوية والحض على التقوى والعمل الصالح والدعاء بالعودة السالمة والفوز بالمغفرة, ثم ينطلق الركب بعد أن يقرأ دعاء السفر المأثور.


[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]منقول من بريدي

وردة المدينة [/grade]
__________________






لا تتخيل كل الناس ملائكة ..فتنهار احلامك..ولاتجعل ثقتك بالناس عمياء
لانك ستبكي ذات يوم على سذاجتك..
وردة المدينة غير متصل  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:26 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
All Rights Reserved Alhjaz forums © 2006 - 2020