أقدم معلم قرآن في أم القرى: درست على ضوء «الأتاريك»

[الشريفة نوارة]

بين مكتبه المتواضع وكرسيه العتيق في مسجد دغش اسفل شارع الجزائر بمكة المكرمة يقضي الشيخ علي العرافي اقدم معلم للقرآن في أم القرى وقته وينتقل في خفة رغم سنوات عمره التي تجاوزت الـ (80) وكأنه فراشة ينهل من رحيق كتاب الله غير عابئ بما يدور خارج المسجد من حياة وركض محموم من قبل الناس.
في تلك الأمسية زرته وكان منكبا على تلاوة الذكر الحكيم وبعد ان فرغ من التلاوة التفت الي بلحية ناصعة البياض التي تزين وجهه الوقور وقال:
ولدت في العام 1344 في أسرة متدينة ودخلت «خلاوي» تعليم القرآن الكريم عند الشيخ السيد ابراهيم الذي اشتهر بحفظه القوي حتى انه كان يختم القرآن من بعد الفجر الى فجر اليوم التالي وكنت ايامها لا اتجاوز العاشرة من عمري وقد اكرمني الله بحفظ القرآن الكريم وانا في ذلك العمر.
وفي مكة المكرمة حيث كان الحرم المكي جامعة يقصدها طلاب العلم من جميع انحاء العالم الاسلامي تلقيت العلم على ايدي كبار علماء الحرم في ذلك الوقت امثال الشيخ عبدالرزاق حمزة والشيخ حسن مشاط والشيخ علوي المالكي وكانت حلقة هذا الأخير من أكبر الحلقات في الحرم المكي الشريف وأذكر ان الملك عبدالعزيز رحمه الله حينها زار الحرم.
وكانت الحلقات تضاء بالاتاريك وقد أمر بتخصيص مولد كهربائي لانارة حلقة الشيخ المالكي.
ومن جملة الذكريات التي لازالت عالقة في ذاكرة الشيخ العرافي اوضاع الحرم قبل أكثر من(50) عاما حيث كان الصفا عبارة عن سوق مفتوح يمر وسطه المعتمرون وكانت به محلات تجارية و «بزان» للماء وادارة للجوازات.
كما كانت هناك مكتبات كثيرة تبيع الكتب على قاصدي بيت الله الحرام ويذكر انه حدث له ان اشترى كتابا كانت ساحات الحرم من الحصى

حفظت القرآن وأنا في العاشرة من احدى هذه المكتبات ولحظة تسليم النقود للبائع نسي عنده سبع جنيهات من الفضة كان الواحد منها يساوي سبعين ريالا وهي تعني مصروف شهرين للعرافي واسرته لكنه لم يتنبه لذلك ومن فرط فرحه بالكتاب الجديد الذي اقتناه عاد الى مقر عمله باحدى قرى القنفدة وحينها فقد الجنيهات التي كان يصرها في حزام بطنه مما افسد عليه متعة القراءة ولم يكن امامه بعد ثلاثة ايام الا ان يتحمل وعثاء السفر لمكة المكرمة عله يحصل على ضالته بعد ان فشلت كل محاولات البحث عن العثور على النقود وبمجرد وصوله الى البائع سأله عما اذا كانت هناك نقود عثر عليها قبل ثلاثة ايام فما كان من بائعه الا ان يأمره برفع عدد من الكتب ليجد العرافي نقوده المفقودة.
سوق الابل والماشية
ولأن الحرم كان المدرسة التي ينشدها الشيخ العرافي لمواصلة العلم أصر على سكن حي الشبيكة على سفح جبل عمر كي يكون قريبا من الحرم الملكي ويذكر ان الحرم كان بسيطا في بنيته التحتية اذ كانت كل ساحاته من الحصى تتناثر على ارضها دوارق مياه زمزم ويذكر ان بعض الحجاج كانوا يقومون باعداد طعامهم وسط هذه الساحات ايام الحج اما مكة فكانت حدودها ضيقة لا تتجاوز «ملحة الجميزة» الآن والتي كان بها سوق رائجة للابل والماشية والحمير حيث يعمد كثير من الحجاج لبيع جمالهم وحميرهم التي ركبوها اثناء الحج في هذه السوق.
اما اول زواج للشيخ العرافي فيذكر انه كان في اليمن في بلاد العرافة اذ كان لها شيخ كان اشبه بعدو العزوبية فكان شديد الحرص على تزويج الشباب حتى انه كان يبحث عنهم ويساعدهم على الحصول على عمل يعينهم على الزواج واذكر انه كان يعطي العازب الراغب في الزواج جزءا من مزرعته لزراعتها لتوفير مصدر ثابت له يعينه على توفير تكاليف الزواج ويروي العرافي انه كان شغوفا بطلب العلم الى ان توفرت له فرصة التوظيف كمدرس في قرية مخشوس ببلدة حلي التابعة للقنفدة ولم يكن حينها وسيلة للسفر الى هناك الا سيارة البريد عبر تلال الرمال التي كانت تغطي طريق الساحل الغربي ومنها ركب جمل للوصول للقرية فكان المدرس والمدير والامام والمصلح حيث كان راتبه 200 ريال وبقي فيها سبع سنوات وتزوج هناك الزوجة الثانية بمهر لم يتجاوز 300 ريال..
الشيخ العرافي الذي انتقل لمكة المكرمة التحق بحلقات تحفيظ القرآن للتدريس عام 1384 الى ان اصبح واحدا من المكرمين من قبل صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز رحمه الله كواحد من أقدم المعلمين لكتاب الله الكريم وهو ما يعتبره مصدر اعتزاز له ولعل من جملة الاصدقاء الذين يكن لهم المحبة والتقدير خلال كل هذه الرحلة من الكفاح وراء طلب العلم الشيخ عبدالله الروحاني فيما لازال يذكر بعض طلابه المميزين ممن حفظوا القرآن على يده ومنهم الشيخ فريج الحربي ولافي الصاعدي وعادل ناجي.
اما اليوم فيقضي الشيخ العرافي جل وقته ما بين مكتبة تحولت الى اشبه ببيت له يدخلها من بعد الفجر ولا يغادرها الا بعد صلاة المغرب ينتقي لبن أمهات الكتب بلا ملل او كلل اصبح كل جزء فيها لها ذكرى يتنفس من خلالها الحياة ومن خلال تجربته الطويلة في التربية والتدريس يؤكد الشيخ العرافي ان اول طريق تأديب الابناء وحماية من الانجراف وراء المغريات الحديثة التي ربما تكون الطريق الواسع لافساد اخلاقهم هو تحفيظهم كتاب الله تعالى.

[alma7i]

يعطيك الله الف عافيه أختي الشريفه .. وعساك للقوه..

لاعدمنا طروحاتك النيره ..

اتمني لك دوام التوفيق والسعاده ..



مع خالص تحياتي ،،،،

[NaHoOoLa]

شلووم


كيفك نواارة


يعطيك العاافية على المعلوومات الحلوة



يصلمووووو

[الشريفة نوارة]

الله يعافيك ياسيدي الكريم

تقديري لروعة حضوركم وإطلالتكم الجميلة

ولاحرمناكم

[الشريفة نوارة]

الحمدلله ياقلبي نهووولة

ربي يسعدك للإطلالة العسل ياعسل

ولاننحرم حضورك دايماً معانا

[king mone]

يعطيكي العافيه أختي الشريفة النوارة



وننتظر المزيد من أجتهادك