.:: كيف تؤثر في الأخرين.أفقيا أم رأسيا ::.

[alma7i]

إن أحدنا عندما يكتب أو يتحدث فغالبا ما يكون هدفه هو التعبير عن رأيه وفكره في موضوع ما.
ونحن دائما نقيس نجاحنا في التعبير عن أفكرنا بمدى اقتناع وتأثر الأخرين بكلامنا.

والسؤال الذي يدور حوله موضعنا هو أيهما أهم كدليل على نجاحك

عدد من تأثروا بفكرك (دعونا نسميه التأثير الأفقي)
أم عمق التأثير الذي يحدثه فكرك (دعونا نسميه التأثير الرأسي)

لنضرب مثالا لكل تأثير حتى يتضح الأمر

مثال على الـتأثير الأفقي

أخترت هذا المثال من فقرة كتبها كاتب ألمانى يقول "عندما كنت شابا صغيرا كنت حريصا جدا على متابعة خطب هتلر في فترة العهد النازي. كنت كغيرى من الشباب الألمانى وقتها نتأثر كثيرا بخطبه الحماسية وكنت كثيرا ما أبكي وأنا أسمع كلماته. ولكن عندما أعود لبيتي وأجلس وحدى كنت أتسائل لماذا كنت أبكي وأنا أسمع الخطاب لماذا كنت متأثرا جدا؟ فلا أستطيع أن أجد إجابة، والأغرب من ذلك أننى كنت في أحيان كثيرة لا أستطيع أن أتذكر كلمات الخطاب ولا حتى موضوعه!"

لقد كان هتلر مثلا واضحا على القدرة العالية للتأثير الأفقي فقد استطاع في بضعة أعوام أن يؤثر في الشعب الألماني كله ويقنعهم بأفكاره ويلهب حماسهم ويسخره لتأييد أفكاره.
لكنه فشل فشلا ذريعا في التأثير الرأسي. فلم تمر سوى بضعة أعوام بعد انتحار هتلر إلا وقد أختفت أفكاره بين الألمان ورأه معظمهم شخصا كريها خرب عقولهم. وإلى يومنا هذا يصعب عليك أن تجد بين الألمان من يحترم هتلر أو يقدر فكره.


مثال على التاثير الرأسي

نأخذ هذا المثال من سيرة حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فبعد ثلاثة عشر عاما قضها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، خرج مهاجرا إلى المدينة ومعه بضع وسبعون مؤمنا أمنوا به واقتنعوا بفكره. ولو أضفنا إليهم من استشهدوا في مكة ومن هاجروا إلى الحبشة سنجد العدد قليل جدا إذا ما قارنه بثلاثة عشر عاما من الدعوة قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يمكن من طرق وأساليب الدعوة.

النظرة السطحية ( على مستوى التأثير الأفقي) قد توهم البعض بأن دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأت في هذه المرحلة فاشلة.
ولكن لو نظرنا على مستوى التأثير الرأسي، سنجد الأمر مختلف تماما. فهؤلاء الذين أمنوا رغم قلة عددهم تركوا كل ما لديهم وضحوا بكل شئ في سبيل نصرة هذه الدعوة.

لقد أثرت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفكره في أصحابه تأثيرا رأسيا عميقا ظل ماكثا في قلوبهم حتى بعد موته صلى الله عليه وسلم. وأبسط دليل على ذلك أنه وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم أخذت أفكاره ودعوته في الانتشار أكثر وأكثر حتى وصل عدد المؤمنين بها بعد أكثر من ألف وأربعمائة عام ما يزيد عن مليار مؤمن بدعوته صلى الله عليه وسلم، وأضف إليهم المليارات الأخرى من المؤمنين بدعوته على مر هذه العصور.

ألا نرى أن التأثير الرأسي هنا كان الأهم لأنه هو الذي بقي وهو الذي أستطاع أن يجلب بعد ذلك تأثيرا أفقيا واسع النطاق.


كيف نحقق تأثيرا ناجحا (واسعا على المستوى الأفقي أو عميقا على المستوى الرأسي)؟

قطعا هناك العديد من العوامل التى قد تزيد من درجة تأثيرك سواء في الاتجاه الأفقي أو الرأسي أتركها لمن يريد القاء الضوء عليها من الأخوة الأعضاء.

واسمحوا لي فقط أن ألقي الضوء على نقطة واحدة أعتقد أنها الأهم في نجاح التأثير الرأسي:

هذه النقطة هي نوع الفكرة المطروحة

ليتضح لنا الأمر دعونا نذهب سريعا إلى أية في كتاب الله (لا أعرف وصفا يليق بها) إنها الأية 17 من سورة الرعد:

قال تعالى " أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَال"َ

في الحقيقة أستحي أن أكتب أي كلمات قد تنقص مما تحمله هذه الأية من معاني يصعب وصفها. ولكن فقط لننظر إلى جزء صغير منها يختص بموضعنا.

ففي هذه الأية الكريمة يوضح لنا الله تعالى قدرة الزبد (أي الرغوة وما يشبهها) على الانتشار السريع والواسع بقوله تعالى رابيا (أي عاليا كثيرا) وهذا أمر نراه جميعا عندما نرى الزبد أو الرغوة في أشياء كثيرة تعلو وتكبر وتنتشر ثم لا تلبس بعد قليل أن تنحسر وتختفي وكأنها لم تكن موجودة.
كذلك يضرب الله المثل للأفكار المبنية على الباطل، تنتشر وتعلوا وتحقق تأثيرا أفقيا كبيرا ثم لا تلبس أن تذهب جفاء كما يذهب الزبد.

أما الأفكار المبنية على الحق فإنها كالماء الخالص الذي ينزل من السماء أو كالذهب أو غيرهما من الأشياء التى تنفع الناس فتمكث في الأرض محققة تأثيرا رأسيا كبيرا بما تحمله من الحق والنفع للناس، حتى وإن لم تحقق تأثيرا أفقيا كبيرا.

لذلك أعتقد أن أي كلمة حق تخرج من فم أو قلم فقد كتب لها أن تحقق تأثيرا رأسيا عميقا، حتى وإن لم تحقق تأثيرا أفقيا واسعا. لأنها كما وصف الله تعالى النافع للناس بأنه يمكث في الأرض، فإن كلمة الحق تمكث في قلوب المؤمنين بها.

[طيــ الذكريات ــف]

لذلك أعتقد أن أي كلمة حق تخرج من فم أو قلم فقد كتب لها أن تحقق تأثيرا رأسيا عميقا، حتى وإن لم تحقق تأثيرا أفقيا واسعا. لأنها كما وصف الله تعالى النافع للناس بأنه يمكث في الأرض، فإن كلمة الحق تمكث في قلوب المؤمنين بها.

صدقت... good::



يعطيك العافية أخوي أبو عبدالله على هالطرح القيم... والتوضيح الرائع وحسن اختيار الأمثلة لتوضيح معنى التأثيرين الأفقي والرأسي..

استفدت من الطرح جزاك الله خير... وجعله في ميزان حسناتك يا رب..


ودمت في رعاية الله..



مع التحية والمحبة الأخوية
طيــ الذكريات ــف

[نبض الروح]

يعطيك العافيه اخوي


وبارك الله فيك..

[alma7i]

الله يعافيك اختى طيف .. ولاعدمنا مرورك الرائع ..


جزانا وياك كل خير .. اللهم آمين



اتمني لك دوام التوفيق والسعاده ..



مع خالص تحياتي ،،،

[alma7i]

الله يعافيك اختى اميره .. ولاعدمنا حضورك الرائع ..



اتمني لك دوام التوفيق والسعاده ..



مع خالص تحياتي ،،،