عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2010, 10:58 PM   #1
متأمله
حجازي غير
 
الصورة الرمزية متأمله
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 823
معدل تقييم المستوى: 23
متأمله is a splendid one to beholdمتأمله is a splendid one to beholdمتأمله is a splendid one to beholdمتأمله is a splendid one to beholdمتأمله is a splendid one to beholdمتأمله is a splendid one to behold
افتراضي أنت (منّي) .. وأنا منك ..! « يا جليبيب »




ثمنك إيمانك وخلقك
مر هذا الرجل الفقير المعدم ،
وعليه أسمال بالية وثياب رثة،
جائع البطن.. حافي القدم.. مغمور النسب ،
لا جاه ولا مال ولا عشيرة ،
ليس له بيت يأوي إليه ،
ولا أثاث ولا متاع ،
يشرب من الحياض العامة بـ كفيه مع الواردين
وينام في المسجد ،
مخدته ذراعه،
وفراشه البطحاء ،

لكنه صاحب ذكر لـ ربه وتلاوة لـ كتاب مولاه ،
لا يغيب عن الصف الأول في الصلاة والقتال ،



مر ذات يوم بـ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فـ ناداه باسمه وصاح به :
« يا جليبيب ألا تتزوج؟ ».
قال :
"يا رسول الله ، ومن يزوجني؟ ولا مال ولا جاه؟ ".

ثم مر به أخرى ،
فقال له مثل قوله الأول ،
وأجاب بـ نفس الجواب ،
ومر ثالثة ، فـ أعاد عليه السؤال وأعاد هو الجواب ،
فـ قال صلى الله عليه وسلم :
«يا جليبيب ،
انطلق إلى بيت فلان الأنصاري وقل له :
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ،
ويطلب منك أن تزوجني بنتك».




وهذا الأنصاري من بيت شريف وأسرة موقرة ،
فـ انطلق جليبيب إلى هذا الأنصاري
وطرق عليه الباب وأخبره بـ ما أمره به
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري :
"على رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام ،
وكيف أزوجك بنتي يا جليبيب ولا مال ولا جاه؟".


وتسمع زوجته الخبر فـ تعجب وتتساءل :
"جليبيب ، لا مال ولا جاه؟!".

فـ تسمع البنت المؤمنة كلام جليبيب
ورسالة الرسول صلى الله عليه وسلم
فـ تقول لأبويها :


"أتردان طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

..............................لا والذي نفسي بيده".
..............................لا والذي نفسي بيده".
..............................لا والذي نفسي بيده".




وحصل الزواج المبارك
والذرية المباركة والبيت العامر ،
المؤسس على تقوى من الله ورضوان ،




ونادى منادي الجهاد،
وحضر جليبيب المعركة ،
وقتل بـ يده سبعة من الكفار ،
ثم قتل في سبيل الله،
وتوسد الثرى راضيا عن ربه
وعن رسوله صلى الله عليه وسلم
وعن مبدئه الذي مات من أجله،




ويتفقد الرسول صلى الله عليه وسلم القتلى ،
فـ يخبره الناس بأسمائهم
وينسون جليبيبا في غمرة الحديث ،
لأنه ليس لامعا ولا مشهورا،


لكن الرسول صلى الله عليه وسلم
يذكر جليبيبا ولا ينساه،
ويحفظ اسمه في الزحام ولا يغفله،


ويقول :
...................«لكنني أفقد جليبيبا! ».




ويجده وقد تدثر بـ التراب،
فـ ينفض التراب عن وجهه ويقول له :
«قتلت سبعة ثم قتلت؟ ،
................................أنت مني وأنا منك ،
................................أنت مني وأنا منك ،
................................أنت مني وأنا منك
................................أنت مني وأنا منك
».



ويكفي هذا الوسام النبوي
جليبيبا عطاء ومكافأة وجائزة...

إن ثمن جليبيب
إيمانه وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم له ،
ورسالته التي مات من أجلها...
إن فقره وعدمه
وضآلة أسرته لم تؤخره عن هذا الشرف العظيم
والمكسب الضخم ،
لقد حاز الشهادة والرضا والقبول
والسعادة في الدنيا والآخرة :


(فرحين بما آتاهم الله من فضله
ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
[سورة آل عمران : 170].




إن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة.
إن سعادتك في معرفتك للأشياء
واهتماماتك وسموك.
إن الفقر والعوز والخمول ،
ما كان -- يوما من الأيام -- عائقا
في طريق التفوق والوصول والاستعلاء.




هنيئا لـ من عرف ثمنه فعلا بـ نفسه ،
وهنيئا لـ من أسعد نفسه بتوجيهه وجهاده ونبله،
وهنيئا لـ من أحسن مرتين،
وسعد في الحياتين،
وأفلح في الكرتين، الدنيا والآخرة.






__________________


-الوقت - درجة الحراره في مكة المكرمة الأن


متأمله غير متصل   رد مع اقتباس