الموضوع
:
أنتم الفقراء
عرض مشاركة واحدة
08-09-2010, 03:11 AM
#
1
الياسمين
الإدارة
منتديات الحجاز الثقافية
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: الحجاز
المشاركات: 6,336
معدل تقييم المستوى:
200
أنتم الفقراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتم الفقراء
(
ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد
)
فاطر
(
ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد
( 15 )
إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد
( 16 )
وما ذلك على الله بعزيز
( 17 )
ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين ي
خشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير
( 18 ) )
سورة فاطر
يخبر تعالى بغنائه عما سواه
وبافتقار المخلوقات كلها إليه
وتذللها بين يديه
فقال : (
يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله
)
أي : هم محتاجون إليه في جميع الحركات والسكنات ، وهو الغني عنهم بالذات; ولهذا قال : (
والله هو الغني الحميد
)
أي : هو المنفرد بالغنى وحده لا شريك له ، وهو الحميد في جميع ما يفعله ويقوله ، ويقدره ويشرعه .
وقوله : (
إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد
)
أي : لو شاء لأذهبكم أيها الناس وأتى بقوم غيركم ، وما هذا عليه بصعب ولا ممتنع; ولهذا قال : (
وما ذلك على الله بعزيز
) .
وقوله : (
ولا تزر وازرة وزر أخرى
)
أي : يوم القيامة ، (
وإن تدع مثقلة إلى حملها
)
أي : وإن تدع نفس مثقلة بأوزارها إلى أن تساعد على حمل ما عليها من الأوزار أو بعضه
(
لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى
)
أي : ولو كان قريبا إليها ، حتى ولو كان أباها أو ابنها ، كل مشغول بنفسه وحاله ،
كما قال تعالى : (
يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه
)
[
عبس : 34 - 37 ] .
قال
عكرمة
في قوله : (
وإن تدع مثقلة إلى حملها
)
الآية ، قال : هو الجار يتعلق بجاره يوم
[ ص: 542 ]
القيامة ، فيقول : يا رب ، سل هذا : لم كان يغلق بابه دوني . وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن يوم القيامة ، فيق
ول له : يا مؤمن
إن لي عندك يدا ، قد عرفت كيف كنت لك في الدنيا ؟
وقد احتجت إليك اليوم ، فلا يزال المؤم
ن يشفع له عند ربه حتى يرده إلى [ منزل دون ] منزله ، وهو في النار . وإن الوالد ليتعلق بولده يوم ال
قيامة ، فيقول : يا بني ، أي والد كنت لك ؟
فيثني خيرا ، فيقول له : يا بني إني قد احتجت إلى مثقال ذرة م
ن حسناتك أنجو بها مما ترى . فيقول له ولده : يا أبت ، ما أيسر ما طلبت ، ولكني أتخوف مثل ما تتخوف ، فلا
أستطيع أن أعطيك شيئا ، ثم يتعلق بزوجته فيقول : يا فلانة - أو : يا هذه - أي زوج كنت لك ؟ فتثني خيرا ، ف
يقول لها : إني أطلب إليك حسنة واحدة تهبينها لي ، لعلي أنجو بها مما ترين . قال : فتقول : ما أيسر ما طلب
ت . ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئا ، إني أتخوف مثل الذي تتخوف ، يقول الله :
( وإن تدع مثقلة إلى حملها )
الآية ، ويقول الله : (
لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا
)
[
لقمان : 33 ]
ويقول تعالى :
(
يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه
)
رواه ابن
أبي حاتم
رحمه الله ، عن
أبي عبد الله الطهراني
، عن
حفص بن عمر
، عن
الحكم بن أبان
، عن
عكرمة ،
به .
ثم قال : (
إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة
)
أي : إنما يتعظ بما جئت به أولو البصائر والنهى ، الخائفون من ربهم ، الفاعلون ما أمرهم به
(
ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه
)
أي : ومن عمل صالحا فإنما يعود نفعه على نفسه ، (
وإلى الله المصير
)
أي : وإليه المرجع والمآب ، وهو سريع الحساب ، وسيجزي كل عامل بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر .
تفسير ابن كثير
__________________
الياسمين
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع الياسمين المفضل
البحث عن المشاركات التي كتبها الياسمين